استغلت مصر أخطاء فادحة من دفاع الكاميرون وحكم المباراة لتنتزع فوزا شاقا بنتيجة 3-1 يوم الاثنين وتتأهل إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية.
وتلعب مصر الخميس المقبل مع الجزائر في دور الأربعة، وهو اللقاء الرابع بين الفريقين في غضون سبعة أشهر بعد ثلاث مصادمات بينهما في تصفيات كأس العالم.
وشهدت المباراة خوض قائد المنتخب المصري أحمد حسن مباراته الدولية رقم 170 ليكسر الرقم القياسي لعدد المشاركات الدولية المصري والإفريقي، والذي كان مسجلا باسم حسام حسن صاحب الـ169 لقاء.
وبدأ حسن احتفاليته بالمناسبة بأسوأ طريقة ممكنة حينما حول ركنية كاميرونية إلى داخل مرمى مصر عن طريق الخطأ حينما حاول إخراج الكرة من على خط المرمى في الدقيقة 25.
ولكن "الصقر" عوض خطأه بأسلوب مبهر، حينما أطلق قذيفة من على بعد نحو 40 مترا لتسكن شباك الحارس الكاميروني إدريس كاميني، الذي فشل في التعامل معها في الدقيقة 37.
وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بنتيجة التعادل 1-1 بعد 90 دقيقة شهدت سيطرة مطلقة للفريق الكاميروني وتراجع وتخبط كبيرين من مصر، باستثناء الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني، والتي شهدت ثلاث فرص مصرية محققة أهدرها أفراد خط الهجوم.
وتقدمت مصر مع بداية الشوط الإضافي الأول عكس سير المباراة، حينما خطف البديل محمد ناجي "جدو" تمريرة خلفية قصيرة من المدافع المخضرم جيريمي، ووضعها بين قدمي كاميني الذي تقدم لملاقاته.
وفي الدقيقة 93، وسع حسن الفارق لصالح منتخب مصر حينما أطلق تسديدة أخرى من ركلة حرة مباشرة من مسافة بعيدة، تجاوزت الحائط الدفاعي ووجهتها قبضة كاميني إلى العارضة لتسقط على خط المرمى.
وأطلق الحكم جيروم دامون من جنوب إفريقيا صفارته معلنا احتساب هدف بعد إشارة من مساعده، الذي قدر أن الكرة تخطت خط المرمى.
ولكن الإعادة التليفزيونية أثبتت خطأ قرار الحكم ومساعده، إذ لم تتخط الكرة خط مرمى منتخب الكاميرون.
بداية ضعيفة
بدأ الفراعنة المباراة بصورة ضعيفة، ومنحوا الكاميرون مساحات واسعة في منتصف الملعب للضغط على لاعبي مصر، على الرغم من إشراك أحمد فتحي بجوار حسني عبد ربه في مركزي الارتكاز، مع الدفع بأحمد المحمدي في مركز الظهير الأيمن.
جاء الظهور الأول لحامل اللقب في الدقيقة 16 حينما اخترق محمد زيدان دفاع الكاميرون وحصل على خطأ على حافة منطقة الجزاء ولكن فشل الفريق في استغلالها.
أحكم منتخب الكاميرون سيطرته على مجريات المباراة وتحصل على أكثر من ركلة ركنية جاء من إحداها الهدف الافتتاح.
وحول أكيلي إيمانا ركلة ركنية قوية في اتجاه العارضة القريبة لعصام الحضري. وحاول حسن إخراج الكرة برأسه ولكنه حولها في شباك فريقه.
وفي الدقيقة 28، فشل عماد متعب في السيطرة على تمريرة بينية رائعة لتبتعد إلى خارج الملعب بعدما حول المحمدي عرضية سهلة إلى يدي كاميني.
وجاء هدف التعادل عبر حسن، الذي أطلق قذيفة من مدى بعيد بعد استلام الكرة في دائرة المنتصف. وقفزت الكرة على الأرض، قبل أن تواصل طريقها إلى الزاوية البعيدة للحارس معلنة عن هدف التعادل.
خمس دقائق مجنونة
لعب المنتخب المصري أفضل خمس دقائق له في الوقت الأصلي مع بداية الشوط الثاني، والذي شهد ثلاث فرص محققة أهدر الأولى متعب بعد انفراد كامل بكاميني.
وعاد زيدان لينفر بالحارس بعد تمريرة سحرية من سيد معوض، ولكنه سددها بيسراه خارج المرمى. وجاءت الفرصة الثالثة حينما خطف زيدان الكرة من أيوريلين شيدجو في منطقة الجزاء، قبل أن يسدد في يد الحارس ثم فشل متعب في متابعتها في المرمى.
أخرج شحاتة زيدان في الدقيقة 65 على الرغم من نشاطه الملحوظ، وأقحم جدو الذي سجل هدفين أمام نيجيريا وموزمبيق بعد دخوله كبديل.
استعادت الكاميرون سيطرتها كاملة على إيقاع اللقاء عقب الدقائق الخمس الأولى، وحبس الفريق المصري في منتصف ملعبه ولكن ظلت اليد العليا لمدافعي مصر داخل منطقة الجزاء، ومن خلفهم الحضري الذي تصدى لتسديدات صامويل إيتو، وجيريمي، وإيمانا، ومامادو إدريسو.
وأخرج شحاتة حسني عبد ربه بعد ظهور علامات الإرهاق الشديد عليه، ودفع بحسام غالي، الذي نجح في إعادة التوازن بعض الشئ لمنتصف الملعب.
وعلى الرغم من السيطرة الكاميرونية، فإن آخر فرص الدقائق التسعين جاءت لمتعب، الذي فشل في تحويل تمريرة سحرية من حسن داخل منطقة الجزاء، ووضعها بقدمه اليسرى خارج المرمى.
ومع بداية الشوط الثالث، ضرب منتخب مصر مرتين في ثلاث دقائق ليحسم تماما المباراة لصالحه.
جاءت الضربة الأولى مماثلة لهدف نهائي كأس الأمم 2008 الذي تسبب فيه خطأ دفاعي ساذج من ريجوبير سونج وقتها قبل أن يلعب دوره في هذه البطولة جيريمي.
وحاول جيريمي إعادة الكرة أرضية لحارسه، ولكنها خرجت من قدمه ضعيفة للغاية، فانقض عليها جدو، ووضعها مباشرة بدون تفكير في الزاوية البعيدة أثناء خروج الحارس.
ولم تمض دقيقتين على الهدف الثاني، إلا وكان قائد الفريق حسن يحول ركلة حرة مباشرة بعيدة اصطدمت بيد الحارس ثم العارضة ولكنها سقطت على الخط قبل أن يطلق الحكم صافرته محتسبا هدف غير شرعي.
لجأ اللاعبون المصريون لتهدئة اللعب والاستعراض في الشوط الرابع، وكاد جدو يحرز هدفا رابعا من انطلاقة سريعة ولكن الحارس أنقذها.
وتسبب جدو أيضا في حصول أيوريلين شيدجو على بطاقة حمراء بعدما خطف منه أيضا الكرة على طريقة زيدان-سونج، فلم يجد المدافع الكاميروني سوى عرقلته لمنعه من الانفراد بالمرمى.