الادمان كالطريق بلا نهاية
كالبحر ليس له قرار
و مدمنين اليوم من بنات و شباب
هم امهات و اباء المستقبل الذى يقع على عاتقهم عبء بناء و حماية و رفع اسم بلدنا الحبيبة
و الحضارة الفرعونية التى قامت على ضفاف النيل من الالف السنين لم يصنعها اجدادنا من فراغ و انما كانت نتاج جد و صبر و اجتهاد و عمل دائب و ارادة و اصرار على النجاح
و لهذا فهى باقية و خالدة تشهد على عظمة المصرى القديم
و هذه الحضارة لم يكن الطريق ممهد سهلا امامهم و لكن كان مليئا بالاشواك و الصعوبات و لكن بالجد و المثابرة و العزم الاكيد كان التميز و الابداع و التفوق و النجاح
و لكن اليوم
من مشى فى طرق الادمان فهو تائه بلا محالة
و اذا ركب الانسان سفينة الادمان .. غرق بعاصفته الجارفة
فالانسان المدمن يكتب بيده نهاية حياته فيعيش مسلوب الارادة تحت سيطرة الادمان
فيمشى البعض الى طريق الادمان ليهرب من عالم الواقع
الى حياة بلا ملامح
الى عالم النسيان
و لكنهم لم يعرفوا انهم سيقعوا اسرى الادمان
لم يكن من المتوقع ان يدمن ذلك الشاب المتفتح احمد الذى كان ينظر الى الدنيا بعين التفاؤل و الامل
و كان يحل دائما الغاز الحياة
كان احمد ناضح فكريا متفوق فى حياته تتفتح زهور الامل من حوله
و تحميه درايته الكافية بالعالم من غدر الدنيا
و لم يكن يعرف ان الشيطان صديقه ذلك الشاب الذى صحبه فى جميع السنين الدراسية منذ الصغر
الى ان عبرا طريق الكفاح الى الجامعة
و لكنه كان حقودا على احمد يظهر له بقناع الاخلاص و لذلك لعدة اسباب اهمها حب الناس لاحمد و تفوقه الدراسى
و كان لاحمد صديقة واحدة هى امه
التى وقفت بجابنه سنين طويلة حتى وصل الى هدفه و هو كلية الطب
و لكن صديقه لم يصل الى ما كان يتمناه
فزادت غبطتته عليه
فكانت ام احمد مثال الحنان الذى يعيش فيه و بعد ان تخرج من الكلية و اصبح طبيبا مشهورا
و ضحكت له الدنيا و زادت غيرة صديقه الذى وقع فى اسر الادمان
و الذى حاول بكل اسلحته الشيطانية ان يجعل احمد مثله و لكنه فشل كثيرا
فحاول مرة و اثنان و ثلاث
الى ان وقع ما لم يكن فى الحسبان ووقعت اكبر ازمة بحياة احمدو هى مرض امه
التى يربطها باحمد رباط الامومة الذى لا يمزق ابدا
و لكن هذا الرباط بدا رحلته مع الانفصال
الذى تحقق بالمرض الشديد الذى اصبحت الام عليه
و لكن للاسف لم يستطع ذلك الشاب علاجها حتى توفيت
فكان هذا الشئ بمثابة لطمة على وجه ابنها و كان هذا الموقف الاليم كالنار التى اذابت شموع الامل و العزيمة فى نفسه ووجد الدنيا من امامه قطع سوداء من الظلام
فشعر بالفشل و الضياع و فقدان صديقته و رفيقته فى الحياة
و بذلك تهيائت الفرصة امام صديقه الشيطان الذى بدا يتقرب منه بعد وفاة امه و ظل يقنعه ان يجرب انواع المخدرات
حتى ينسى هذه الدنيا
و زين له وكر الثعلب حتى بقصر النعيم و حياة الرفاهية حتى وقع احمد فريسة الادمان الذى نقله عبر موكب النسيان الى عالم الهلوسة و نسيان الواقع المر
و لم يرحمه ذلك الادمان الموحش حيث جعل احمد بين الحياة و الموت شعرة رفيعة
تكاد ان تقطع فى اى وقت
و للاسف
اشتد الالم و طلب المزيد و المزيد
حتى وقع ضحية بين انياب الادمان جثة هامدة قتلتها رصاصات الادمان النافذة فى الصدر
و سار موكب الحزن بالمجنى عليه احمد يقترب من العالم الاخر
تزفه ضحكات الشيطان الهستيرية التى تعلو اصوات الناس المشيعة لهذا الموكب الجنائزى الى مثواه الاخير
------------------------------------------------------------------------